بعض التغييرات البسيطة من أجل قلب صحي

القلب هو محور الجسم، وقد يتعرّض لمشاكل عديدة إذا لم تتم العناية به كما يجب.

ففي حين قد يكون الانتقال من اتباع نظام غذائي غير صحي ونمط حياة قليل الحركة أو خامل، إلى نمط غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية، أمراً شاقاً، غير أنه يستحق المحاولة للحفاظ على صحة القلب. 

الدكتور جوان كارديناس روسالز، وهو طبيب باطني والمدير الطبي لممارسة الطب الدولي في مايو كلينك في جاكسونفيل، فلوريدا، يُطلعك على بعض الخطوات الصغيرة، وخطوة كبيرة يمكن أن تؤدي إلى صحة القلب، في الآتي:

 

اخط الخطوة الأولى على طريق الصحة

يستهل الدكتور كارديناس حديثه بالقول: "إن اتخاذ الخطوة الأولى قد يكون أمراً صعباً، سواء كنت تحاولين اتباع نظام غذائي مغذٍ أو ممارسة المزيد من التمارين الرياضية أو كليهما". ويرجع ذلك جزئياً إلى أن معظم الأشخاص غالباً ما يضعون توقعات عالية لأنفسهم ويحاولون تحقيقها بشكل فوري، ولا يتعاملون مع الأمر كعملية تتطلب إجراءات متتالية والصبر.

ويوضح الطبيب أنه "من الأفضل إجراء هذه التغييرات تدريجياً والثبات عليها بدلاً من إجراء تغيير مفاجئ يصعب الالتزام به؛ فعلى سبيل المثال، لا تبدئي بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً خمس مرات في الأسبوع، ولكن ابدئي بمدة 10 دقائق كل ثلاثة أيام. كذلك، اضبطي نظامك الغذائي، وقللي من الاستهلاك اليومي للسكر قليلاً، واستهلاكك للدهون والملح وما إلى ذلك تدريجياً. ابدئي بخطوات صغيرة ولكن استمري فيها".

 

خيارات صحية تحمي القلب

يشدد الدكتور كارديناس على ضرورة استبدال خيارات الطعام بأخرى صحية تدريجياً في نظامك الغذائي، مثل الأسماك والدجاج والفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة.

مشيراً إلى "أن شرب الماء مهم أيضاً بما لا يقل عن لترين من الماء يومياً، مع الابتعاد عن الأطعمة المصنّعة والمعالَجة التي تحتوي على نسبة عالية جداً من أنواع معينة من الدهون الضارّة مثل الدهون المتحولة".

ويتابع الطبيب قائلاً: "إن إحدى أصعب الخطوات التي يمكن القيام بها هي تخطي الأطعمة المفضلة التي تُعرف الآن بأنها غير صحية ولكنها كانت جزءاً من الوجبات العائلية على مدى أجيال عديدة".

ويقول الدكتور كارديناس "في كثير من الأحيان، تمَّ اتباع هذا النوع من النظام الغذائي لسنوات عديدة في ثقافتنا وتقاليدنا، وهذا ما نتعلمه دائماً من أقاربنا وجداتنا وآبائنا. لكن في كثير من الأحيان، لا يعني هذا أنه مفيد لصحتنا. إذا علمنا أنه أمر ضارّ لصحتنا، فيجب علينا دائماً محاولة الابتعاد عنه واستبداله بالخيارات الصحية".

ولصحة القلب من المهم أيضاً محاولة الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم لمدة سبع ساعات على الأقل ليلياً.

"إن ذلك يقلل من خطر الإصابة بمرض القلب والأوعية الدموية والحالات الخطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول، والتي تُعد أيضاً عوامل خطر للإصابة بمرض القلب"، كما يقول الدكتور كارديناس.

ويوضح الأمر قائلاً: "خلال النوم الجيد، نسمح لجسمنا بالتعافي والاستعداد لمواصلة نشاطه في اليوم التالي.

وقد ثبت أيضاً في كثير من الأحيان أنه يمكن أن يؤدي عدم النوم جيداً إلى الإجهاد المزمن". ويشدد الدكتور كارديناس على ضرورة التوقف عن التدخين فوراً وتجنّب التدخين السلبي وتجنّب التعرّض لدخان الآخرين.

ويشرح "في اللحظة التي يتوقف فيها الشخص عن التدخين، ينخفض خطر الإصابة بمرض القلب والأوعية الدموية. فقد أظهرت الأبحاث أنه بعد عام واحد من الإقلاع عن التدخين، ينخفض خطر الإصابة بمرض القلب والأوعية الدموية إلى النصف مقارنة بالمدخنين".

نصيحة الدكتور كارديناس: يجب دائماً التحدث مع فريق الرعاية الخاص بك قبل البدء بخطة ممارسة التمارين الرياضية، لضمان اتباع نهج آمن. ومن الممارسات الجيدة أيضاً تحديد مواعيد للفحوص السنوية، حتى يتمكن فريق رعايتك الصحية من فحص مرض القلب وعوامل الخطر، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول. 

*المصدر: Mayo Clinic