الشركات العائلية الكبرى في الشرق الأوسط لا تعد كيانات تعزز من اقتصاد المنطقة فحسب، بل هي أيضًا مؤسسات ثقافية واجتماعية متجذرة بعمق في التقاليد والتراث.
إن هذه الشركات، التي كانت تقتصر أعمالها ذات يوم على قطاعات تقليدية، كالضيافة وتجارة التجزئة والتصنيع، بدأت تتنوع بشكل متزايد لتشمل المزيد من القطاعات الناشئة.
وإن الدفع نحو الابتكار والتكيف أمر بالغ الأهمية في مواجهة المنافسة العالمية والتقدم التكنولوجي السريع. بذلك تستثمر العديد من الشركات العائلية في البحث والتطوير ومواكبة التحول الرقمي والممارسات المستدامة، لتعزيز مكانتها في السوق دائمة التطور.
في العقود الأخيرة، شهدت الشركات العائلية في الشرق الأوسط تحولًا ملحوظًا، حيث وسعت نطاق آفاقها ليتجاوز الحدود الإقليمية إلى الساحة العالمية.
وبعيدًا عن الاستثمارات التقليدية في العقارات والضيافة في أوروبا وأميركا، توجهت العائلات في الشرق الأوسط حاليًا نحو الاستثمار في شركات التكنولوجيا الناشئة، بالإضافة إلى مشاريع الاستدامة، سواء أكانت في البلدان المتقدمة أم النامية.
على سبيل المثال، استثمرت عبداللطيف جميل في شركة (Rivian) المصنعة للسيارات الكهربائية.
كما تتعاون مجموعة الفيصلية القابضة مع الشركة الصينية (BeyonCa) لاستكشاف فرص تطوير السيارات الكهربائية.
في حين كانت مجموعة منصور من أوائل المستثمرين في شركات مثل (Spotify) و(Airbnb).
بالإضافة إلى ذلك، تملك شركة النويس للاستثمار مشاريع طاقة نظيفة بقدرة تتجاوز 1,230 ميجاواط، في بوركينا فاسو ومصر والأردن والمغرب وتوغو، سواء أكانت قيد التشغيل أم قيد الإنشاء.
وتمكنت الشركات العائلية المصنفة ضمن قائمة العام، من الاستمرار عبر مرور الأجيال، حيث أسست 6 منها في القرن التاسع عشر، و26 شركة قبل عام 1950، في حين أسست 6 شركات منها فقط في العقد الأول من القرن الحالي، بينما تشكلت جميعها نتيجة تقسيم أو بيع شركة سابقة، أو توحيد الأصول الموجودة مسبقًا لتشكيل مجموعة قابضة.
تعد عائلات دول مجلس التعاون الخليجي الأكثر نجاحًا في مشهد الشركات العائلية، حيث تنتمي 34 من أصل 100 شركة عائلية مُصنفة في قائمتنا إلى السعودية، تليها الإمارات بـ28 شركة، ثم كل من قطر والكويت بـ7 شركات لكل منهما.